الاثنين، 5 ديسمبر 2016

أخلاقيات العمل الاعلامي في وسائل الاعلام الحديثة



أهمية أخلاقيات العمل الاعلامي في وسائل الاتصال الحديثة 





المقدمة : 

خلق الله الإنسان ومعه غريزة حب الاستطلاع والبحث والتطلع الى المعرفة والى كل ما هو جيد من أجل حياة سعيدةن مطمئنة. ومنذ أن وجد الإنسان وبسبب طبيعته الإجتماعية وبعد معرفته للغة والكلام احتاج أن يعبر عن ما يفكر به وما يعمل ويعرف ما يفكرون به وما يعملون، لذلك كان لابد من وجود وسية ليعبر فيه عن آرائه وأفكاره وآماله واحتياجاته للآخرين. ومنذ قديم الزمان والأخبار ملازمة للحضارات والبلدان وما في مصر و الصين وما عند العرب الجاهليين وغيرهم من الأمم من نقوش في الصخور الا دليلا على أن انتقال الخبر موجود منذ العصور القديمة. ويقال أن الأخبار بدأت بالأوامر التي كانت توجه من قبل الحكومة الى الشعب واستجدم ورق البردي والنقش في الصخور لنق هذه الأخبار وخاصة في الحضارة المصرية، أما في الحضارة كان هناك مؤرخون مكلفون لتسجيل الحوادث. وعرفت معظم الحضارات القديمة كحضارات الصين والأغريق والرومان الخبر الخطوط فقد أصدر بوليس قيصر صحيفة مخطوطة عام 5 ق.م اسمها اكتاديورنا أي ( الأحداث اليومية )[1].


تطورت وسائل الإعلام عبر التأريخ حتى وصلنا الآن إلى الإعلام الذي يطلق عليه الإعلام الالكتروني الجديد. 

وفي ما يلي عرض لوسائل الإعلام التقليدية والجديدة وأخلاقيات العمل في وسائل الإعلام الجديدة ومدى أهمية هذه الأخلاق. 


- وسائل الاعلام التقليدية: 

يطلق على الصحافة الورقية والتلفزيون والراديو وسائل إعلام تقليدية . عدنا نتحث عن تأريخ هذه الوسائل فقد بدأت الصحافة كما ذكر بعض المؤرخين في زمن المصريين القدماء والرمان أما الدكتور خليل صابات يعتقد أن الصحافة بدأت منذ أن بدأت الأخبار التي كانت تنقش على الحجر أو تكتب على ورق البردي. أما الصحافة التي نعرفها الآن فقد بدأت بعد اختراع الطابعة على يد جوتنبرغ في القرن الخامس عشر وبتطور الطباعة تطورت الصحافة في مضمونها وشكلها ونقصد في ذلك الصحافة الورقية[2] . وفي القرن العشرين بدأت ظهور الوسائل الالكترونية ومنها الراديو وترجع بداياته في محاولة لنقل الصوت عبر الأثير عام 1890 ونجح في ذلك مركوني عام 1901 ولم يصبح حقيقة إلا عام 1920 في الولايات المتحدة الأمريكية ومنذ ذلك والوقت والراديو يطور[3] ورغم أن الراديو كان وسيلة حديثة مؤثرة أكثر من الصحف إلا أنها لم تستطع أن تلغيها بل وكانت مكملة لها. بعدها بدأ في عشرينيات القرن العشرين وبعد التقدم العلمي في مجال الكهرباء والتصوير الضوئي والمواصلات السلكية واللاسلكية ظهر التلفاز وتطور على يد الكثير من العلماء وحتى الان والتلفاز يحاول أن يكون هو الأقوى من خلال اصاله الرسالة مكتوبة بالصوت والصورة المؤثرة[4].



- وسائل الاعلام الحديثة :

ترتبط وسائل الاعلام الحديثة ارتباطا وثيقا باختراع الانترنت فقد نشأ في خمسينيات القرن العشرين عندما أطلق الاتحاد السوفيتي عام 1957 أو قمر اصطناعي ( ( Sputnik وكان يستخدم في نقل الأخبار العسكرية[5]، ومع تطور الانترنت كان لابد من دخول العلم الإعلامي فيه، وان من أبرز التطورات التي شهدها العالم تطور تكنولوجيا الحاسب الآلي وتكنولوجيا الاتصال الشبكي ظهور ما الإعلام الالكتروني التي تنشر عبر الانترنت.


- ومن مظاهر هذه الثورة الإعلامية الجديدة[6]:
طراوة المعلومات من المصدر وسهولة الحصول عليها

§ وصول المعلومة الصحيحة الى الجمهور دون تدخل الحكام ورجال الأعمال المحتكريم للعلام التقليدي
§ ايصال الرسالة حسب ما يريده المرسل دون تدخل في تحريره من قبل المحررين الذين يغيرون في الرسالة التي قد تخدم نقيض رسالة المرسل
§ متاحة للجميع دون احتكار لرخص ثمنها و وقد تون مجانية في أغلب الأحوال


- ان الاعلام الالكتروني الحديث مرشح للسيادة في المستقبل، بسبب الميزات العديدة التي يمتاز بها على الإعلام الاحتكاري التقليدي، ومن هذه الميزاتأنه[7]:

§ يعطي القارئ فرصة اطلاع أكبر من الناحية الكمية
§ يعطي القارئ حرية الانتقاء والمقارنة
§ يمكِّن من القراءة المتخصصة
§ يوصل الرسالة الإعلامية إلى مدى عالمي، ويتجاوز القيود التقليدية التي تقيد التلفزيون والصحافة المطبوعة
§ يمكن بسهولة تعديل و تنقيح المادة المنشورة إلكترونياً وحصول القارئ على التعديلات[8]



- أخلاقيات الاعلام في وسائل الاعلام الحديثة :


يمكننا أن نلخص أخلاقيات الاعلام في عدد من النقاط منها:
§ الصدق
§ احترام الكرامة الانسانية
§ النزاهة
§ المسؤولية
§ العدالة


- ولكن هل تنطبق هذه الأخلاقيات مع وسائل الإعلام الحديثة؟

أثبتت الدراسات والتاريخ أن نشأة أي وسيلة إعلامية جديدة لا تلغي ما سبقها من وسائل ، فالمذياع لم يلغ الصحيفة والتلفاز لم يلغ المذياع ،وبالرغم من هذه الحقيقة العلمية إلا أن ظهور الإنترنت ومن بعد الإعلام الإلكتروني فرض وسيفرض واقعاً مختلفاً تماماً ، إذ أنه لا يعد تطويراً فقط لوسائل الإعلام السابقة وإنما هو وسيلة احتوت كل ما سبقها من وسائل[9]. وبسبب الميزات والمظاهر التي احتوتها هذه الوسيلة الإعلامية التي تميزها عن وسائل الإعلام التقليدية أرى أنه لابد من وضع أخلاقيات الإعلام في هذه الوسيلة الجديدة التي .


ويرى الدكتور أن الإعلام الجديد هو الإعلام الذي أصبح يصوغ عقول الجمهور، والناشئة منهم على وجه الخصوص. والشباب – من الجنسين – يتعاملون اليوم مع وسائل اتصالية رقمية الكترونية لا تخضع للإشراف أو المراقبة من أي جهة كانت، مجتمعية أو سياسية[10]. وهذا يجعل من هذا الإعلام قوة مؤثرة على الجميع دون استثناء بحكم أن مستخدمي الانترنت من جميع الفئات الجماعية والفردية. ويرى الدكتور “إن قضية (أخلاقيات الإعلام الجديد) باتت اليوم تتصدر اهتمامات الساسة ورجال الأمن والمصلحين على حد سواء، وان الدراسات العلمية تضع المسؤولين عن الأمن الأخلاقي في المجتمع أمام الأرقام والحقائق والبراهين العلمية عن تأثير التعرض لمضامين الإعلام الجديد على سلامة المجتمع وأمنه وتماسك نسيجه الاجتماعي بما يضمن حصانة أفراده من تأثيراته السلبية ليكونوا أعضاء فاعلين مشاركين في بناء المجتمع وتنميته، ولا يتأتى هذا إلا بالتعاون مع الجهات المسؤولة، مثل وزارة الداخلية، وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، ووزارة الثقافة والإعلام في إصدار قوانين وتشريعات (تقلل) من تأثير هذا النوع من الإعلام الجديد على الجمهور وأفراد المجتمع” ، ” لا يعني ذلك – بالتأكيد – الدعوة إلى غلق الأبواب، وسد المنافذ، فهذا محال لا يقرّه واقع التعامل مع وسائل الإعلام الإلكترونية أو الرقمية، لكن الأخذ بقاعدة (ما لا يدرك جله لا يترك كله) يمكن أن تساعد المختصين على إيجاد بيئة سليمة للتعامل الحضاري الراقي مع هذه الوسائل الإعلامية الحديثة، ولن يتم ذلك إلا باستصدار القوانين والتشريعات التي تحدد الأطر العامة للتعامل الأمثل مع هذه الوسائل وفق ما تمليه ثقافة المجتمع وقيمه”[11].

لعل من أهم المشكلات الرئيسية التي تواجه عملية الاتصال والتي تمنع الناشرين من نشر معلوماتهم على شبكة الإنترنت الخوف من النسخ الغير مشروع للأفلام السينامائية وبرامج التلفزيون والكتب والتسجيلات المسيقية و الخوف على حقوق المؤلفين الفكرية[12]. لذا تبرز أهمية التحكم باستخدام المواد الرقمية عن طريق السماح للزبائن باستخدام هذه المواد بعد دفعهم لتكاليف معينة ، سواء لمرة واحدة أو بشكل دوري على شكل اشتراكات . وبعد شراء الزبون حق الاستخدام للمادة الرقمية يعطى مفتاحاً للاستخدام مع قيود خاصة على الطبع أو النسخ أو التعديل أو غير ذلك من القيود[13].


الكثير من الصحفيين يؤكدون أن الانترنت جعلهم أكثر يسرا وأكثر دقة في عملهم الصحفي، ومن خلال المعلومات المتبادلة والبريد الإلكتروني سمح الانترنت للصحفي بأن يكون أقل عزلة وفي مقابل ذلك ألزمهم على الالتزام بمسؤوليات ماينشرونه. وكذلك ولد الانترنت حالة من عدمة الثقة بين الصحفيين التقليديين وبين الصحفين الذين لم يتم تدريبهم أو تأهيلهم ليصبحوا صحفيين حيث أتاح الانترنت لأي شخص انتاج صحافته الخاصة… ورغم أن الصحيفة المطبوعة غير دقيقة في بعض الأحيان فإن الانترنت يحتوى على معلومات غير دقيقة ولا تقارن عدم دقة الصحف المطبوعة[14].


وفي النهاية فان أخلاقيات العمل الاعلامي في وسائل الاعلام الحديثة لا تختلف عن وسائل الاعلام التقليدية الا في درجة أهميتها فانها أكثر أهمية بسبب احتوائها على الوسائل الاعلام التقليدية و اتصالها بعدد أكبر من الناس وبسبب مميزاتها التي قد تقلل من درجة دقتها ومصداقيتها، وكذلك وجود معلومات قد ينسخها الفرد وينسبها اليه وهذه من أخطر السلوكيات التي يتعرض لها الناشر كل ذلك بسبب الحرية المطلقة التي يتمتع بها النترنت لذلك كان لابد من ايجاد هذه الاخلاقيات يأخذ كل من الناشر أو العامل في المجال الاعلامي في ارسال الرسالة الاعلامية، والمستقبل ايال المعلومة اليه.

من يقوم بوضع المواثيق الأخلاقية الإعلامية



غالبية المواثيق الأخلاقية الإعلامية يقوم بصياغتها الإعلاميون أنفسهم، من خلال تجمعاتهم المهنية المختلفة، وذلك لتحقيق الأهداف الآتية:


1- تحسين نوعية المضمون الذي تقدمه وسائل الإعلام
2- مواجهة أزمة المصداقية
3- تجنب إصدار قوانين تؤثر على حرية الإعلام
4- تحسين صورة وسائل الإعلام أمام الجمهور


نماذج من موضوعات المواثيق الأخلاقية الإعلامية :

أ. مسؤولية وسائل الإعلام نحو المجتمع:
1. حرية الرأي والتعبير.
2. حرية الصحافة.
3. حق الجمهور في المعرفة والحصول على المعلومات.
4. حق وسائل الإعلام في الحصول على المعلومات ونشرها.
5. واجب وسائل الإعلام في التغطية الشاملة والمتكاملة للأحداث.
6. الجودة النوعية للمعلومات المقدمة للجمهور.
7. الموضوعية وعدم التحيّّز.
8. العدالة.
9. التوازن.
10.الأمانة.
11. عدم تشويه المعلومات.
12. عدم إساءة تقديم الصورة والمعلومات.
13. أهمية المعلومات للجمهور.
14. عدم الخداع في أساليب المعلومات واستخدام العناوين والصور.
15. الدقة.
16. التصحيح، وهو التزام الوسيلة بذاتها بتصحيح المعلومات الخاطئة، وهو يختلف عن حق الرد.
17. الفصل بين الخبر والرأي.
18. التعليق العادل على الأحداث.
19. احترام حقوق كل الأطراف في التعبير عن آرائها.
20. العرض المتوازن لآراء الأطراف المختلفة.
21. احترام حق النقد.
22. عدم التصوير النمطي لأي اتجاه فكري، أو سياسي، أو جماعة عرقية، أو دينية.
23. الدفاع عن مصالح المجتمع.
24. عدم التأثير على سلطات القضاء.
25. عدم محاكمة المتهم بواسطة الرأي العام.
26. احترام قاعدة أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته.
27. نشر أحكام البراءة.
28. عدم تمجيد الجريمة أو الدعوة إليها، أو تشجيع العنف أو المخدرات.
29. احترام القيم العامة للمجتمع.
30. عدم نشر ما يشكل إساءة للذوق العام.


مسؤولية وسائل الإعلام نحو الدولة:
1. احترام النظام والدستور والقانون.
2. احترام مؤسسات الدولة.
3. حماية الأمن القومي.
4. عدم نشر المعلومات السرية التي يشكل نشرها ضرراً بالمصلحة العامة.


 مسؤولية وسائل الإعلام نحو الأفراد:
1. احترام حق الخصوصية.
2. عدم انتهاك حرمة الأماكن الخاصة، أو الملكية الخاصة.
3. عدم نشر معلومات عن حياة الإنسان الخاصة بدون موافقته.
4. عدم استخدام أجهزة التنصت والتصوير الدقيقة.
5. عدم البحث في الأوراق الخاصة للشخص أو الوثائق أو ملفاته الإلكترونية بدون موافقته.
6. عدم وضع الأشخاص تحت ضوء زائف، مثلاً إظهار صورة شخص (بشكل عشوائي) أثناء الحديث عن مروجي المخدرات.
7. احترام الكرامة الإنسانية للفرد.
8. عدم الإساءة إلى الإنسان أو سمعته.
9. تجنب السب والقذف.
10. تجنب ما يمكن أن يزيد معاناة الأشخاص أو آلامهم، أو يسبب لهم ضرراً مادياً أو معنوياً.
11. احترام حق الأفراد في الرد على ما ينشر عنهم.


 أخلاقيات العلاقة مع المعلنين:
1. حظر تدخل المعلنين في شؤون التحرير، أو التأثير على القرارات التحريرية.
2. الفصل بين الإعلانات والتحرير، والتمييز بوضوح بين الإعلانات والمادة التحريرية.
3. عدم تجاوز النسبة المتعارف عليها دولياً للإعلانات على حساب المادة التحريرية.
4. عدم قيام الصحفيين بالعمل في مجال الإعلانات

مفهوم أخلاقيات مهنة الصحافة



تهتم أخلاقيات مهنة الصحافة كعلم للواجبات المعنوية الخاصة بمهنة الصحافة وجزاءاتها التأديبية بتبيان القواعد السلوكية واألخالقية ألعضاء هذه المهنة سواء فيما بين الممارسين أنفسهم لها أو تجاه الغير.


و جاء تعريف أخلاقيات مهنة الصحافة في قاموس الصحافة واإلعالم على أن "أخالقيات المهنة هي مجموعة القواعد المتعلقة بالسلوك المهني والتي وضعتها مهنة منظمة لكافة أعضائها، حيث تحدد هذه القواعد وتراقب تطبيقها وتسهر على احترامها، وهي أخالق وآداب جماعية وواجبات مكملة أو معوضة للتشريع وتطبيقاته من قبل القضاة.


كما يمكن القول أن أخلاقيات المهنة الاعلامية هي تلك الاخلاقيات المتعلقة بمهنة اإلعالم "وهي مجموعة من القيم المتعلقة بالممارسة اليومية للصحفيين وجملة الحقوق والو اجبات المترابطتين للصحفي". 


إذن فأخلاقيات المهنة الاعلامية هي مجموعة القواعد والواجبات المسيرة لمهنة الصحافة أو هي مختلف المبادئ التي يجب أن يلتزم بها الصحافي أثناء أداءه لمهامه أو بعبارة أخرى هي تلك المعايير التي تقود الصحفي إلى القيام بعمل جديد يجد استحسانا عند الجمهور، كما أنها أيضا جملة المبادئ الاخلاقية الواجب على الصحافي الالتزام بها بشكل إرادي في أداءه لمهامه كمعايير سلوكية تقوده إلى إنتاج عمل ينال به استحسان الرأي العام.


ماهي أخلاقيات العمل الإعلامي ومهنة الصحافة ؟



اولاً: التفكير الأخلاقي:

قبل كتابة الخبر أونشر الصورة لابد أن يفكر الإعلامي أوالصحفي - محررآ كان أم مصور لافرق؟.. المهم لابد لهما من التفكير العميق في جميع المشكلات التي ستثيرها تلك الأخبار أوالصور بعد النشر.. فلابد للصحفي من دراسة كل الخيارات لديه:
"ضع فرضيات أمام نفسك؟.. هل أستطيع النشر, أو لا أستطيع؟
وهل سأعرضه بصورة بارزة أو في موقع ثانوي؟..
انتظر لفترة إلى أن تحصل على مزيد من المعلومات قبل النشر!
برر قرارك.. أدرس أضرار ومنافع النشر.. وأهمية المادة التي تنوي نشرها وملائمتها لدى الجماهير ..

ثانياً: المواثيق الأخلاقية:

بعض الصحف الورقية وأيضآ بعض المواقع الإعلامية الإلكترونية العالمية على شبكة النت وضعت لنفسها مواثيق أخلاقية تحكم سلوك العاملين فيها وتشمل سياسات تتعلق بقبول الهدايا أو تكليفات خارج الدوام الرسمي.. وهناك حالات طُرد فيها مراسلون لأنهم أقاموا علاقات مع المصدر أواستغلوا معلومات لتحقيق منفعة ذاتية .

ثالثاً: المبـادىء:

من أهم المبادىء التي لابد أن يتحلى بها الإعلامي والصحفي:

1- المسئولية:
وتعني التزام المصداقية والموضوعية والحياد فيما تكتب لتكسب ثقة الرأي العام.

2- حرية الإعلام والصحافة:
وذلك بالدفاع عنها ( فلا تقلل من شأن مهنتك, ولاتصفها بالسوء عطفاً على تعامل وسلوكيات بعض الأفراد ممن يعملون بها ) .

3- الاستقلاليـة:
حافظ على كرامتك وكذلك أمانتك فأنت أعلامي وصحفي تحمل رسالة خالدة، وتقوم بدور تنويري وتثقيفي لمجتمعك ولست متطفلاً .. ولست أداة لتلميع الآخرين .

4- المصداقية والصدق والدقة:
تحرى ذلك في كل كتاباتك لكسب ثقة القارىء.

5- عدم الانحياز:
أكتب بموضوعية وافصل بين رأيك وعاطفتك من جهة وما تكتبه من جهة أخرى فأنت ناقل للخبر ولست مصلحاً اجتماعياً أوطبيبآ نفسيآ.

6- المحافظة على حقوق الآخرين:
حافظ على حقوق الآخرين ولا تتعدى أوتتجاوز على حرياتهم وتكشف أسرار بيوتهم مالم تكن قضية تعني المجتمع كالجرائم, وأيضآ تحرى كتابة القصة الخبرية بإنصاف بحيث تذكر أقوال جميع الأطراف وبحيادية تامة ولك الحق في إبداء وجهة نظرك الخاصة ورأيك الشخصي مع إيضاح أنه رأي شخصي وخاص بك ولايمثل رأي الجريدة أوالموقع الذي تتبع له!

أخلاقيات المهنة الاعلامية

تعريف أخلاقيات المهنة :



"تهتم أخلاقيات المهنة كعلم للواجبات المعنوية الخاصة بمهنة محدودة وجزاءاتها التأديبية بتبيان القواعد السلوكية و الأخلاقية لأعضاء مهنة ما سواء فيما بين الممارسين أنفسهم أو اتجاه الغير ."3 حيث جاء تعريفها في قاموس الصحافة والإعلام على أن " أخلاقيات المهنة هي مجموعة القواعد المتعلقة بالسلوك المهني والتي وضعتها مهنة منظمة لكافة أعضائها ، حيث تحدد هذه القواعد وتراقب تطبيقها وتسهر على احترامها ،وهي أخلاق وآداب جماعية وواجبات مكملة أو معوضة للتشريع وتطبيقاته من قبل القضاة "


1.فالأخلاق المهنية ليست مرتبطة ببساطة بممارسة السليمة للمهنة فحسب بل تنبع أساسا من الأهداف السامية للكلمة وقد عرفها جون هوهنبرج (John honbreg)على أنها " تلك الالتزامات الأساسية التي يجب أن يتحلى بها كل صحفي و المتمثلة أساسا بضرورة العمل من أجل الوصول إلى تغطية منصفة وشاملة ودقيقة، صادقة وواضحة مع مرعاه حماية المصادر وتحقيق الصالح العام لا غير ، عن طريق احترام القانون وحقوق الحياة الخاصة للأشخاص وتصحيح الأخطاء في حال وجودها "2 وإن الأخلاق المهنية للصحافي وردت في الصحافة الاشتراكية " لبروخوف " (lberkhove )على أنها " تلك المبادئ والمعايير الأخلاقية لم تثبت قانونيا بعد ولكنها مقبولة في الوسائل الصحافية ومدعومة من قبل الرأي العام و المنظمات الشعبية و الحزبية " .3


كما يمكن القول أن أخلاقيات المهنة الإعلامية هي تلك الأخلاقيات المتعلقة بمهنة الإعلام " وهي مجموعة من القيم المتعلقة بالممارسة اليومية للصحفيين وجملة الحقوق والوجبات المترابطتين للصحفي ".4

إذن فأخلاقيات المهنة الإعلامية هي مجموعة القواعد والواجبات المسيرة لمهنة الصحافة أو هي مختلف المبادئ التي يجب أن يلتزم بها الصحافي أثناء أداءه لمهامه أو بعبارة أخرى هي تلك المعايير التي تقود الصحفي إلى القيام بعمل جديد يجد استحسانا عند الجمهور، كما أنها أيضا جملة المبادئ الأخلاقية الواجب على الصحافي الالتزام بها بشكل إرادي في أداءه لمهامه كمعايير سلوكية تقوده إلى إنتاج عمل ينال به استحسان الرأي العام .

المطلب الثاني : قواعد السلوك المهني
قواعد السلوك المهني تختلف من بلد إلى بلد كما " تتباين بدرجة كبيرة في شكلها ونطاقها ، في طبيعتها ومصدرها ، حيث توجد في بعض البلدان قواعد مختلفة لتنظيم كل من الصحافة و الإذاعة و التليفزيون وحتى السينما …وكثيرا ما تكون هذه القواعد قد وضعها واعتمدها المهنيون من تلقاء أنفسهم بينما في حالات أخرى يفرضها القانون أو مرسوم حكومي و ترجى أصول معايير السلوك المهني الواردة في قواعد السلوك القومية والإقليمية إلى مفاهيم قبلت إجمالا على الصعيد العالمي ولكنها تتجه دوما إلى أن تتخذ صورا وغايات متنوعة من حيث صياغات وتفسير أحكامها "1 .


وعليه فإن معظم قواعد السلوك المهني تشير إلى مفاهيم هامة توضح للصحفي ماله وما عليه :

1- ضمان حرية الإعلام والصحافة :

" يرى الانجليزي " شريدان " : خير لنا أن نكون بدون برلمان من أن نكون بلا حرية صحافة ، الأفضل أن نحرم من المسؤولية الوزارية ومن الحرية الشخصية ومن حق التصويت على الضرائب على أن نحرم من حرية ا لصحافة وذلك انه يمكن بهذه الحريات وحدها إن عاجلا أم أجلا أن تعيد حريات الأخرى "2. حيث تلعب حرية الصحافة دورا كبيرا ليس في الوصول إلى الحقيقة فحسب بل أنها
تشعر الصحفي بالارتياح والطمأنينة ، وتكون بمثابة الغذاء بالقياس إلى أجسام البشر


2- حرية الوصول إلى مصادر المعلومات الموضوعية : إن من مطالب الصحفيين الوصول إلى المعلومات الموضوعية ، والعمل على بثها ونشرها كما يطالبون بالحق في حرية التعبير عن أرائهم


3- الدقة والصدق وعدم تحريف عرض الحقائق: "إن الحصول على ثقة القارئ هو أساس الصحافة المتميزة والحق، وبذل كل جهد لضمان أن يكون المحتوى الإخباري للصحيفة دقيقا خاليا من أي تزييف وتغطية جميع الجوانب وتنشر بعدالة "1


4- الحق في المعرفة : يعتبر الحق في المعرفة من بين الحقوق الإنسانية و الأساسية للإنسان ويقصد به حق المواطن في معرفة ما يدور في التنظيمات الحكومية ويعتبر حرمان المواطن من هذا الحق حاجز أمام مصداقية الإعلام وصيرورة الديمقراطية ، كما أنه يدفعنا للتساؤل عن حرية الصحافة الحقيقية .


5- الموضوعية وعدم الانحياز : تعتبر أفضل طريق للوصول إلى الحقيقة النهائية ، فالموضوعية هي نقيض الذاتية ، ونعني أن يعبر عن الموضوع المراد إيصاله إلى الجمهور من دون تأثر مباشرة بأمور الذات وقضياها واهتماماتها ، ولا


بالعواطف والتصورات ، فالصحافي الحق يتجرد من أهواءه الحزبية والفكرية ، الاجتماعية والسياسية حين يصوغ الخبر .


6- المسؤولية إزاء الرأي العام وحقوقه ومصالحه اتجاه المجتمعات القومية و العرقية والدينية والأمة والدولة والدين والحفاظ على السلام : " يرى الدكتور مختار تهامي : في الصحافة والسلام العالمي نحن نلقي على عوامل الأسرة الصحافية العالمية مسؤولية ضخمة ، ونطالبها باسم شرف المهنة الصحافية ، وباسم الإنسانية ، وباسم الشعوب التي وقفت فيها واعتمدت عليها أن لا تخون هذه الشعوب في المرحلة الحرجة من تاريخ مجتمعنا الدولي الحديث ، بل من تاريخ الجنس البشري أبجمعه ، وأن تتقدم إليه بالحقيقة الكاملة عن الأوضاع والتيارات التي تسيطر على مجتمعنا الدولي المعاصر وتتحكم في حياة الملايين ، ورفاهيتهم وطمأنتهم دون مجاملة لأحد أو رهبة من أحد ".

7- النزاهة والاستقلالية : " إن الاستقلالية عبارة عن معيار أخلاقي مهني متعلق بالسلوك الفردي وعليه استقلالية المهنة ونزاهة العامل في جمع ونشر الأنباء و المعلومات و الآراء على الجمهور ، ينبغي مد نطاقها لا لتشمل الصحفيين المحترفين وحدهم ، وإنما لتشمل أيضا كل العاملين الآخرين المستخدمين في وسائل الإعلام الجماهيري ." 1


8- ضرورة الامتناع عن التشهير و الاتهام الباطل و القذف و انتهاك الحياة الخاصة :
" الصحفي حقيقة مطالب بالامتناع عن نشر أي معلومات من شأنها أن تحط من قدر الإنسان أو تنقص من اعتباره أو تسيء إلى كرامته وسمعته ، فكل منا حياته
الخاصة التي يحرص أن تظل بعيدة عن العلانية والتشهير فحياة الناس الخاصة وأسرار عائلته ومشاكلهم الشخصية كلها أمور لا تهم الرأي العام ، ولا تعني المصلحة العامة بل أن الخوض فيها يمس حقا مقدسا من حقوق الإنسان وهو حريته الشخصية في التصرف والقول والعمل بغير رقيب إلا القانون والضمير ، ويترتب على مخالفة هذا المبدأ في بعض الأحيان الوقوع في الجرائم التي ترتكب من خلال الوسائل العلانية وهي جريمة القذف والسب "2

9 – حق الرد والتصويب : أصبح الحق في الرد و التصويب ضرورة فرضتها الظروف ، "كما أنه لا يقتصر على حق الإنسان في الحصول على المعلومات بل يشمل أيضا الحق المرتبط به و المترتب عليه وحقه في إعلام الغير و إكمال المعلومات الناقصة و تصويبها عندما تكون زائفة "1


10- احترام السرية المهنية : السرية المهنية هي حق وإلزام في الوقت نفسه ، وهدفها هو حماية الصحفيين وحرية الإعلام على حد سواء و تيسير الوصول إلى مصادر المعلومات تجنب خداع ثقة الجمهور بعدم إعاقة الصحفي بممارسة مهنته باللجوء إلى أي ضغط أو ترويع أو نفوذ لحمله على تقديم رواية غير صحيحة أو محرفة عن الحقائق . وهكذا فالصحافي ملزم بأن يمتنع عن نشر المعلومات الزائفة أو الغير المؤكدة .

أساسيات أخلاقيات مهنة الصحافة





1- الصدق:
هو الدافع لأدبيات التعامل مع )المادة( الإعلامية، فالحقيقة هي المحور المحرك للإعلامي والوصول إليها ليس عن الطرق الملتوية ولا القصيرة المشوبة بما يخدش دقتها وصدقها وواقعيتها، بل يمكن الوصول إليها عن طرق صعبة ولكن سليمة تكون مدعاة السرور وجلب الاطمئنان إلى التميز ومقارنة العمل من شخص إلى آخر في مجال المصدر صحيفة كانت أو إذاعة أو تلفا ا ز، ذلك لان الوسائل الإعلامية تسعى إلى الوصول إلى الحقائق عند الناس أو في واقع الوقائع ضمن بيئتها و زمانها، ولأن الحقائق ليست د وما في متناول من يريدها فلابد من الوصول إلى مصدرها بشتى الطرق وفي ذلك جهد ومشقة.

2- احترام الكرامة الإنسانية:
مما يقتضب عرض الأخبار و الصور بما لا يمس هذه الك ا رمة جماعية كانت )فئة أو ثقافة أو دين( أو فردية )مثل عرض صورة شخص دون إذنه( إن هذا يقتضي استعمال وسائل قانونية سليمة للحصول على المعلومات، بحيث لا يجوز استعمال أساليب الخداع أو التوريط أو الابت ا زز أو التلاعب بالأشخاص )مثل التسجيل أو التصوير الغير قانوني(.

3- النزاهة:
وتعني تقديم الخبر والصور بنوع من الحياد وتجنب الخلط بين الأمور مثل الخلط بين الخبر والتعليق أوالإشهار وبين الصالح العام والصالح الخاص )الاعتبا ا رت الذاتية(، كما تفيد الن ا زهة التجرد من الهوى والاستقلالية في العمل وعم الخضوع لأي تأثير أو رقابة داخلية )المنشاة( كانت أم خارجية )الجمهور( والضغوط السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بجميع أشكالها.

4- المسؤولية:
أي أنه يجب على الإعلامي أن يتحمل مسؤولية التث بت من صحة أخباره، بمعنى انه لا يجوز نقل أي خبر دون التحقق منه والتح ري بشأنه والت ا زم الدقة في معالجته والحذر في نشره.

5- العدالة :
وتفيد بأن المواطنين متساوون في الحقوق و الواجبات كما هم متساو ون أمام وسائل الإعلام ، ومن هنا تأتي ضرورة الحرص على أن تكون هذه الوسائل تعبي ا ر عن فئة أو ثقافة أو جهة دون أخرى، وأن العدالة تقتضي توخي الحكمة في عرض الأخبار والصور والابتعاد ما أمكن عن أساليب المبالغة والتهويل والإثارة الرخيصة.


أشكال اخلاقيات المهنة الاعلامية



تظهر أخلاقيات المهنة الإعلامية في أشكال عديدة:

1- أخلاقيات خاصة بتعامل الصحفي أو الإعلامي مع مصادره: وهي أن يلتزم الإعلامي أو الصحافي بسرية المصادر من أن يكشف عن هوية واسم المصدر الذي استخلص الأخبار والمعلومات منه،وكذلك تشمل المسؤولية فيجب على الإعلامي أن يحرص على صحة معلومات المصدر ومصداقيتها لأنه سوف يكون مسؤولا عنها اتجاه الجمهور وغيره من المتعلقين بالاتصال.

2- أخلاقيات خاصة بتعامل الإعلامي مع المواطنين من جمهور ووسائل إعلام: وتشمل عدم التطفل على الحياة الخاصة للآخرين والخوض في أمورهم الشخصية والكشف عن أسرار حياتهم الخاصة واستقلالها لتحقيق مصالح معينة سواء كانت شخصية أو عامة، ومن الجدير بالذكر أن الحق في التمتع بالخصوصية لا يمتلكه أصحاب الشخصيات العامة أو من يتولون المناصب المعروفة في المجتمع ذلك لان واجباتهم و وظيفتهم العامة تؤثر على حياتهم الخاصة.


3- أخلاقيات الخاصة بالإعلان: وهي مبادئ تقوم على الحرص على تجنب نشر الإعلانات الخاصة بالخمور والمخد ا رت و السجائر واليانصيب والمضاربات المالية، وعدم عرض الإعلانات التي تشمل على السب والقذف والألفاظ النابية وانتهاك الآداب وقضايا الجرائم و الفظائع، الحرص على نسبة المادة الإعلانية المتفق عليها دوليا، الحرص على مضمون الإعلان وما يدعو إليه من قيم وسلوكيات
قد لا تتفق مع معايير ومبادئ المجتمع و الممارسات القومية، عدم استغلال الم أ رة أو الطفل كأداة ترويجية وبيعية ،الحرص على أن يكون الإعلان سليم بحيث أن يكون مضمونه واضح لا يضلل الجمهور.

4- أخلاقيات خاصة بالسياسات التحريرية لوسائل الإعلام: وهي تقوم على الصدق والدقة في تحري الأخبار والإنصاف والتوازن وتجنب التحريف والتشويه.


5- أخلاقيات خاصة بحقوق الزمالة بين الإعلاميين: ذلك عدم الاعتداء على زملاء المهنة بالقذف أو السب أو المعاملة السيئة من احتقار أو السخرية من أ ري الآخرين أو الاعتداء على حق زميل كسرقة مادته الإعلامية وانتحال آ ا رء غيره ونسبها إليه.


6- أخلاقيات خاصة بوسائل الإعلام بالمجتمع وقيمه وعاداته وتقاليده: ويدخل في وذلك عدم التحريض على كل ما يخالف القيم والعادات والمعايير التي يقوم عليها المجتمع من إثارة الفاحشة، التحريض على العنف السلوكيات الشاذة، إثارة الشهوات من خلال عرض وتصوير الممارسات الجنسية أو كتابات تحتوي على ألفاظ نابيه تثير الشهوة وتحد على الانحلال والابتذال ، وابرز مثال على ذلك ما جاء في الإفراج عن السجناء العراقيين في قناة الجزيرة ، فتم تغطيه الأخبار فيها عن عمليات اغتصاب الرجال في السجون الع ا رقية وعمليات التعذيب والضرب على أيدي السجانين، علاوة على عمليات السجن بحق النساء والأطفال ،وتعرضهم لأبشع أنواع التعذيب والظلم والقهر ، فهنا إظهار الصورة من جانب واحد فقط يرسل إشا ا رت خاطئة إلى عموم الشعب وبالتالي قد يجر الشباب المتحمس إلى المزيد من الأفكار المتطرفة والغير قانونيه مثل العنف وغيره. ويدخل في هذا المجال أيضا عدم التأثير على العدالة وسيرها مثل التعليق على القضايا المعروضة على القضاء والتدخل في الحكم وأف ا رد القضية واستغلالهم خاصة في القضايا الأحوال الشخصية، وعدم تجميل الجريمة وتحسين صوره المجرم ووصفه بالبطل وعرض تفاصيل جريمته مهما كانت آثارها السيئة، وتجنب عرض صور مرتكبي الجرائم حتى تحفظ لهم حقهم في عيش حياتهم المستقبلية.



7- أخلاقيات ومعايير المستوى المهني للإعلاميين: وتقوم على أن يتمتع الإعلامي بدرجة عاليه من النزاهة بحيث يضع في فكره فكرة الإعلامي الصالح الذي يسعى إلى التفوق في مهنته ملتزما بقوانينها لا ساعيا وراء  مصلحه شخصية أو ذاتية، وان لا يقبل أي رشاوى مغرية مقابل انجاز مصلحة للغير، أن لا يجمع بين عمله وجلب الإعلانات.

نشأة أخلاقيات مهنة الصحافة



لقد اتجه الصحافيون إلى إقامة أساليب ذات طابع أخلاقي، كحق الإمضاء، حق التعويض للحفاظ على حريته ومن هنا جاءت فكرة قانون )مدونة قواعد السلوك( الذي يميز الصحافة عن غيرها من المهن وكانت أول محاولة فرنسية لذلك عام 1918 حيث عملت فرنسا على وضع ميثاق لأخلاقيات المهنة الصحفية بعد
الحرب العالمية الأولى مباشرة، نظرا للدور الفعال الذي لعبته وسائل الإعلام في تلك الفترة، كما كانت هناك محاولات أخرى في مختلف أنحاء العالم، حيث وضع في 1926 )قانون الآداب( الذي عرف تعديلات عديدة،
نسبة إلى النقابة الأكثر تمثيلا للصحفيين في الولايات المتحدة الأمريكية، وعرف الأخير التفافا واسعا للصحفيين حوله.




ويتضمن هذا الأخير ثلاث فصول هي:

الآداب، الدقة الموضوعية، وقواعد السلوك، وفي سنة 1936كانت محاولة ثالثة في المؤتمر العالمي لإتحاد الصحافة في مدينة ب ا رغ التشيكوسلوفاكية حيث تم التطرق إلى ما يجب على الصحافة فعله، كما انصب الاهتمام على تحقيق السلم والأمن العالميين وهذا راجع إلى أنها جاءت في فترة ما بين الحربين العالميتين، التي تميزت بتوتر العلاقات الدولية بحيث يمكننا القول بأن أخلاقيات المهنة الإعلامية تعكس الظروف التاريخية التي تظهر فيها لتدعم هذه الأخيرة بوضع قانون
من طرف النقابة ال وطنية للصحافيين عام1938 ببريطانيا وقد تضمنت القواعد المهنية التي يجب على الصحف تبنيها.


هذا إلى جانب محاولات أخرى كانت لها أهمية في تاريخ المهنة الإعلامية، ففي سنة 1939 انبثق عن المؤتمر السابع للاتحاد العالمي للصحفيين ما يسمى ب)ميثاق الشرف الصحفي( الذي ركز على ضرورة تحلى
الصحفيين بالموضوعية كما حدد مسؤولياته إزاء المجتمع المتمثل في ال ق ا رء واتجاه الحكومة وأيضا تجاه زملاء المهنة وعلى غراره في سنة 1942 أفضى المؤتمر الأول للصحافة القومية للأمريكيين بمدينة المكسيك إلى أن الصحافة الكف ةؤ الأمينة تتطلب الموضوعية والصدق واحت ا رم السرية المهنية، كما تطرق إلى العقاب
والمسؤولية التي تلقى على الصحيفة وكذا مسؤولية اتحاد الصحفيين وعلى الصحفية أن تعتذر للأشخاص الذين أساءت إليهم في القذف والسب وأن تبتعد عن نشر الانح ا رفات والعنف وتحمي الحياة الخاصة للأشخاص.


مفهوم أخلاقيات مهنة الصحافة




تهتم أخلاقيات مهنة الصحافة كعلم للواجبات المعنوية الخاصة بمهنة الصحافة وجزاءاتها التأديبية بتبيان القواعد السلوكية والأخلاقية لأعضاء هذه المهنة سواء فيما بين الممارسين أنفسهم لها أو تجاه الغير.
وجاء تعريف أخلاقيات مهنة الصحافة في قاموس الصحافة والإعلام على أن "أخلاقيات المهنة هي مجموعة القواعد المتعلقة بالسلوك المهني والتي وضعتها مهنة منظمة لكافة أعضائها، حيث تحدد هذه القواعد وتراقب تطبيقها وتسهر على احت ا رمها، وهي أخلاق وآداب جماعية وواجبات مكملة أو معوضة للتشريع وتطبيقاته من
قبل القضاة".

فالأخلاق المهنية ليست مرتبطة ببساطة بالممارسة السليمة للمهنة فحسب بل تنبع أساسا من الأهداف على أنها "تلك الالتزامات الأساسية التي يجب (John honbreg) السامية للكلمة وقد عرفها جون هوهنبرج أن يتحلى بها كل صحفي و المتمثلة أساسا بضرورة العمل من أجل الوصول إلى تغطية منصفة وشاملة
ودقيقة، صادقة وواضحة مع مراعاة حماية المصادر وتحقيق الصالح العام لا غير، عن طريق احترام القانون وحقوق الحياة الخاصة للأشخاص وتصحيح الأخطاء في حال وجودها ".

الأخلاق المهنية للصحافي وفقا ل(لبروخوف) من المدرسة الاشتراكية هي "تلك المبادئ والمعايير الأخلاقية التي لم تثبت قانونيا بعد ولكنها مقبولة في الوسائل الصحافية ومدعومة من قبل الرأي العام والمنظمات الشعبية والحزبية".
كما يمكن القول أن أخلاقيات المهنة الإعلامية هي تلك الأخلاقيات المتعلقة بمهنة الإعلام "وهي مجموعة من القيم المتعلقة بالممارسة اليومية للصحفيين وجملة الحقوق وال واجبات المت ا ربطتين للصحفي".

إذن فأخلاقيات المهنة الإعلامية هي مجموعة القواعد والواجبات المسيرة لمهنة الصحافة أو هي مختلف المبادئ التي يجب أن يلتزم بها الصحافي أثناء أداءه لمهامه أو بعبارة أخرى هي تلك المعايير التي تقود الصحفي إلى القيام بعمل جديد يجد استحسانا عند الجمهور، كما أنها أيضا جملة المبادئ الأخلاقية الواجب
على الصحافي الالت ا زم بها بشكل إرادي في أداءه لمهامه كمعايير سلوكية تقوده إلى إنتاج عمل ينال به استحسان ال أ ري العام.

مبادئ وأخلاقيات العمل الإعلامي



بدأ تدوين أخلاقيات العمل الإعلامي ومواثيق الشرف وقواعد السلوك المهنية للمرة الأولى في بداية العشرينات من القرن الماضي وهناك الآن اقل من 05 دولة فقط من بين 055 دولة في العالم لديها نظم متطورة في الاتصال الجماهيري ذات مواثيق لأخلاقيات المهنة تؤثر بشكل فعال على القائمين بالاتصال ،أو
تحمي التدفق الحر الإعلامي.

فان الفرد كائن حي عقلاني وأخلاقي وان أخلاقياته تحدد له ما يجب عليه المحافظة عليه وفق القانون، فلكل مهنة أخلاقياتها التي لابد من الالت ا زم بها، فالإعلام كمهنة تقوم على أسس من الأخلاق واجب التحلي بها لكل فرد يمتهنها، فقبل أن نتطرق إلى أخلاقيات المهنة يجب أن نتعرف أولا على القضايا التي تمس
الإعلام والتي يجب يتمسك الإعلامي أخلاق مهنته اتجاهها مثل: السلطة والواجب، الحرية والمسؤولية  والحقيقة ، والتعددية ، الاختلاف، الصالح العام، واحت ا رم الآخر وهي مفاهيم فلسفية ،من الصعب تجاوزها
حين نتطرق إلى قضايا الإعلام، لكونها تساعدنا على إد ا رك "المعنى" لماذا؟ لماذا نقوم بهذا العمل ولا نقوم
بذاك؟ ما المحددات الكبرى لأفكارنا وسلوكنا ؟ ما هي نوع القيم أو المسؤولية أو الأخلاق الواجب الالت ا زم بها في ممارسة الإعلام؟ ومن الذي يحددها؟ أين تبدأ وأين تقف حرية التعبير؟ كيف نضمن التعددية والاختلاف
والعدالة والصحة.

تبرز أهمية الصحافة في تلك الرسالة التنويرية والتثقيفية التي تنمي وعي الإنسان بمجريات الأمور في عصره
وتحافظ على فكره من التشتت والضياع والتحجر، ورسالة رفيعة من هذا الط ا رز لابد أن تكون لها من المواصفات و الخصائص ما يجعلها تحافظ على هذه الرفعة.
من خلال هذا التمهيد البسيط حول ماهية الصحافة والعمل الصحفي، كان سبب اختيارنا لهذا الموضوع لما له أهمية بالغة من جهة الصحافي بصورة خاصة ومستهلك المادة الإعلامية بصفة عامة ، فالصحافي يعمل
على تثقيف الجمهور، وهذا حسب رغبته واحتياجاته ولكي تكون هذه المهنة تتميز بالثقافية وضعت ثوابت تتعلق بالمبادئ الأخلاقية لممارسة المهنة الصحفية.