لقد اتجه الصحافيون إلى إقامة أساليب ذات طابع أخلاقي، كحق الإمضاء، حق التعويض للحفاظ على حريته ومن هنا جاءت فكرة قانون )مدونة قواعد السلوك( الذي يميز الصحافة عن غيرها من المهن وكانت أول محاولة فرنسية لذلك عام 1918 حيث عملت فرنسا على وضع ميثاق لأخلاقيات المهنة الصحفية بعد
الحرب العالمية الأولى مباشرة، نظرا للدور الفعال الذي لعبته وسائل الإعلام في تلك الفترة، كما كانت هناك محاولات أخرى في مختلف أنحاء العالم، حيث وضع في 1926 )قانون الآداب( الذي عرف تعديلات عديدة،
نسبة إلى النقابة الأكثر تمثيلا للصحفيين في الولايات المتحدة الأمريكية، وعرف الأخير التفافا واسعا للصحفيين حوله.
ويتضمن هذا الأخير ثلاث فصول هي:
الآداب، الدقة الموضوعية، وقواعد السلوك، وفي سنة 1936كانت محاولة ثالثة في المؤتمر العالمي لإتحاد الصحافة في مدينة ب ا رغ التشيكوسلوفاكية حيث تم التطرق إلى ما يجب على الصحافة فعله، كما انصب الاهتمام على تحقيق السلم والأمن العالميين وهذا راجع إلى أنها جاءت في فترة ما بين الحربين العالميتين، التي تميزت بتوتر العلاقات الدولية بحيث يمكننا القول بأن أخلاقيات المهنة الإعلامية تعكس الظروف التاريخية التي تظهر فيها لتدعم هذه الأخيرة بوضع قانون
من طرف النقابة ال وطنية للصحافيين عام1938 ببريطانيا وقد تضمنت القواعد المهنية التي يجب على الصحف تبنيها.
هذا إلى جانب محاولات أخرى كانت لها أهمية في تاريخ المهنة الإعلامية، ففي سنة 1939 انبثق عن المؤتمر السابع للاتحاد العالمي للصحفيين ما يسمى ب)ميثاق الشرف الصحفي( الذي ركز على ضرورة تحلى
الصحفيين بالموضوعية كما حدد مسؤولياته إزاء المجتمع المتمثل في ال ق ا رء واتجاه الحكومة وأيضا تجاه زملاء المهنة وعلى غراره في سنة 1942 أفضى المؤتمر الأول للصحافة القومية للأمريكيين بمدينة المكسيك إلى أن الصحافة الكف ةؤ الأمينة تتطلب الموضوعية والصدق واحت ا رم السرية المهنية، كما تطرق إلى العقاب
والمسؤولية التي تلقى على الصحيفة وكذا مسؤولية اتحاد الصحفيين وعلى الصحفية أن تعتذر للأشخاص الذين أساءت إليهم في القذف والسب وأن تبتعد عن نشر الانح ا رفات والعنف وتحمي الحياة الخاصة للأشخاص.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق