أهمية أخلاقيات العمل الاعلامي في وسائل الاتصال الحديثة
المقدمة :
خلق الله الإنسان ومعه غريزة حب الاستطلاع والبحث والتطلع الى المعرفة والى كل ما هو جيد من أجل حياة سعيدةن مطمئنة. ومنذ أن وجد الإنسان وبسبب طبيعته الإجتماعية وبعد معرفته للغة والكلام احتاج أن يعبر عن ما يفكر به وما يعمل ويعرف ما يفكرون به وما يعملون، لذلك كان لابد من وجود وسية ليعبر فيه عن آرائه وأفكاره وآماله واحتياجاته للآخرين. ومنذ قديم الزمان والأخبار ملازمة للحضارات والبلدان وما في مصر و الصين وما عند العرب الجاهليين وغيرهم من الأمم من نقوش في الصخور الا دليلا على أن انتقال الخبر موجود منذ العصور القديمة. ويقال أن الأخبار بدأت بالأوامر التي كانت توجه من قبل الحكومة الى الشعب واستجدم ورق البردي والنقش في الصخور لنق هذه الأخبار وخاصة في الحضارة المصرية، أما في الحضارة كان هناك مؤرخون مكلفون لتسجيل الحوادث. وعرفت معظم الحضارات القديمة كحضارات الصين والأغريق والرومان الخبر الخطوط فقد أصدر بوليس قيصر صحيفة مخطوطة عام 5 ق.م اسمها اكتاديورنا أي ( الأحداث اليومية )[1].
تطورت وسائل الإعلام عبر التأريخ حتى وصلنا الآن إلى الإعلام الذي يطلق عليه الإعلام الالكتروني الجديد.
وفي ما يلي عرض لوسائل الإعلام التقليدية والجديدة وأخلاقيات العمل في وسائل الإعلام الجديدة ومدى أهمية هذه الأخلاق.
- وسائل الاعلام التقليدية:
يطلق على الصحافة الورقية والتلفزيون والراديو وسائل إعلام تقليدية . عدنا نتحث عن تأريخ هذه الوسائل فقد بدأت الصحافة كما ذكر بعض المؤرخين في زمن المصريين القدماء والرمان أما الدكتور خليل صابات يعتقد أن الصحافة بدأت منذ أن بدأت الأخبار التي كانت تنقش على الحجر أو تكتب على ورق البردي. أما الصحافة التي نعرفها الآن فقد بدأت بعد اختراع الطابعة على يد جوتنبرغ في القرن الخامس عشر وبتطور الطباعة تطورت الصحافة في مضمونها وشكلها ونقصد في ذلك الصحافة الورقية[2] . وفي القرن العشرين بدأت ظهور الوسائل الالكترونية ومنها الراديو وترجع بداياته في محاولة لنقل الصوت عبر الأثير عام 1890 ونجح في ذلك مركوني عام 1901 ولم يصبح حقيقة إلا عام 1920 في الولايات المتحدة الأمريكية ومنذ ذلك والوقت والراديو يطور[3] ورغم أن الراديو كان وسيلة حديثة مؤثرة أكثر من الصحف إلا أنها لم تستطع أن تلغيها بل وكانت مكملة لها. بعدها بدأ في عشرينيات القرن العشرين وبعد التقدم العلمي في مجال الكهرباء والتصوير الضوئي والمواصلات السلكية واللاسلكية ظهر التلفاز وتطور على يد الكثير من العلماء وحتى الان والتلفاز يحاول أن يكون هو الأقوى من خلال اصاله الرسالة مكتوبة بالصوت والصورة المؤثرة[4].
- وسائل الاعلام الحديثة :
ترتبط وسائل الاعلام الحديثة ارتباطا وثيقا باختراع الانترنت فقد نشأ في خمسينيات القرن العشرين عندما أطلق الاتحاد السوفيتي عام 1957 أو قمر اصطناعي ( ( Sputnik وكان يستخدم في نقل الأخبار العسكرية[5]، ومع تطور الانترنت كان لابد من دخول العلم الإعلامي فيه، وان من أبرز التطورات التي شهدها العالم تطور تكنولوجيا الحاسب الآلي وتكنولوجيا الاتصال الشبكي ظهور ما الإعلام الالكتروني التي تنشر عبر الانترنت.
- ومن مظاهر هذه الثورة الإعلامية الجديدة[6]:
طراوة المعلومات من المصدر وسهولة الحصول عليها
§ وصول المعلومة الصحيحة الى الجمهور دون تدخل الحكام ورجال الأعمال المحتكريم للعلام التقليدي
§ ايصال الرسالة حسب ما يريده المرسل دون تدخل في تحريره من قبل المحررين الذين يغيرون في الرسالة التي قد تخدم نقيض رسالة المرسل
§ متاحة للجميع دون احتكار لرخص ثمنها و وقد تون مجانية في أغلب الأحوال
- ان الاعلام الالكتروني الحديث مرشح للسيادة في المستقبل، بسبب الميزات العديدة التي يمتاز بها على الإعلام الاحتكاري التقليدي، ومن هذه الميزاتأنه[7]:
§ يعطي القارئ فرصة اطلاع أكبر من الناحية الكمية
§ يعطي القارئ حرية الانتقاء والمقارنة
§ يمكِّن من القراءة المتخصصة
§ يوصل الرسالة الإعلامية إلى مدى عالمي، ويتجاوز القيود التقليدية التي تقيد التلفزيون والصحافة المطبوعة
§ يمكن بسهولة تعديل و تنقيح المادة المنشورة إلكترونياً وحصول القارئ على التعديلات[8]
- أخلاقيات الاعلام في وسائل الاعلام الحديثة :
يمكننا أن نلخص أخلاقيات الاعلام في عدد من النقاط منها:
§ الصدق
§ احترام الكرامة الانسانية
§ النزاهة
§ المسؤولية
§ العدالة
- ولكن هل تنطبق هذه الأخلاقيات مع وسائل الإعلام الحديثة؟
أثبتت الدراسات والتاريخ أن نشأة أي وسيلة إعلامية جديدة لا تلغي ما سبقها من وسائل ، فالمذياع لم يلغ الصحيفة والتلفاز لم يلغ المذياع ،وبالرغم من هذه الحقيقة العلمية إلا أن ظهور الإنترنت ومن بعد الإعلام الإلكتروني فرض وسيفرض واقعاً مختلفاً تماماً ، إذ أنه لا يعد تطويراً فقط لوسائل الإعلام السابقة وإنما هو وسيلة احتوت كل ما سبقها من وسائل[9]. وبسبب الميزات والمظاهر التي احتوتها هذه الوسيلة الإعلامية التي تميزها عن وسائل الإعلام التقليدية أرى أنه لابد من وضع أخلاقيات الإعلام في هذه الوسيلة الجديدة التي .
ويرى الدكتور أن الإعلام الجديد هو الإعلام الذي أصبح يصوغ عقول الجمهور، والناشئة منهم على وجه الخصوص. والشباب – من الجنسين – يتعاملون اليوم مع وسائل اتصالية رقمية الكترونية لا تخضع للإشراف أو المراقبة من أي جهة كانت، مجتمعية أو سياسية[10]. وهذا يجعل من هذا الإعلام قوة مؤثرة على الجميع دون استثناء بحكم أن مستخدمي الانترنت من جميع الفئات الجماعية والفردية. ويرى الدكتور “إن قضية (أخلاقيات الإعلام الجديد) باتت اليوم تتصدر اهتمامات الساسة ورجال الأمن والمصلحين على حد سواء، وان الدراسات العلمية تضع المسؤولين عن الأمن الأخلاقي في المجتمع أمام الأرقام والحقائق والبراهين العلمية عن تأثير التعرض لمضامين الإعلام الجديد على سلامة المجتمع وأمنه وتماسك نسيجه الاجتماعي بما يضمن حصانة أفراده من تأثيراته السلبية ليكونوا أعضاء فاعلين مشاركين في بناء المجتمع وتنميته، ولا يتأتى هذا إلا بالتعاون مع الجهات المسؤولة، مثل وزارة الداخلية، وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، ووزارة الثقافة والإعلام في إصدار قوانين وتشريعات (تقلل) من تأثير هذا النوع من الإعلام الجديد على الجمهور وأفراد المجتمع” ، ” لا يعني ذلك – بالتأكيد – الدعوة إلى غلق الأبواب، وسد المنافذ، فهذا محال لا يقرّه واقع التعامل مع وسائل الإعلام الإلكترونية أو الرقمية، لكن الأخذ بقاعدة (ما لا يدرك جله لا يترك كله) يمكن أن تساعد المختصين على إيجاد بيئة سليمة للتعامل الحضاري الراقي مع هذه الوسائل الإعلامية الحديثة، ولن يتم ذلك إلا باستصدار القوانين والتشريعات التي تحدد الأطر العامة للتعامل الأمثل مع هذه الوسائل وفق ما تمليه ثقافة المجتمع وقيمه”[11].
لعل من أهم المشكلات الرئيسية التي تواجه عملية الاتصال والتي تمنع الناشرين من نشر معلوماتهم على شبكة الإنترنت الخوف من النسخ الغير مشروع للأفلام السينامائية وبرامج التلفزيون والكتب والتسجيلات المسيقية و الخوف على حقوق المؤلفين الفكرية[12]. لذا تبرز أهمية التحكم باستخدام المواد الرقمية عن طريق السماح للزبائن باستخدام هذه المواد بعد دفعهم لتكاليف معينة ، سواء لمرة واحدة أو بشكل دوري على شكل اشتراكات . وبعد شراء الزبون حق الاستخدام للمادة الرقمية يعطى مفتاحاً للاستخدام مع قيود خاصة على الطبع أو النسخ أو التعديل أو غير ذلك من القيود[13].
الكثير من الصحفيين يؤكدون أن الانترنت جعلهم أكثر يسرا وأكثر دقة في عملهم الصحفي، ومن خلال المعلومات المتبادلة والبريد الإلكتروني سمح الانترنت للصحفي بأن يكون أقل عزلة وفي مقابل ذلك ألزمهم على الالتزام بمسؤوليات ماينشرونه. وكذلك ولد الانترنت حالة من عدمة الثقة بين الصحفيين التقليديين وبين الصحفين الذين لم يتم تدريبهم أو تأهيلهم ليصبحوا صحفيين حيث أتاح الانترنت لأي شخص انتاج صحافته الخاصة… ورغم أن الصحيفة المطبوعة غير دقيقة في بعض الأحيان فإن الانترنت يحتوى على معلومات غير دقيقة ولا تقارن عدم دقة الصحف المطبوعة[14].
وفي النهاية فان أخلاقيات العمل الاعلامي في وسائل الاعلام الحديثة لا تختلف عن وسائل الاعلام التقليدية الا في درجة أهميتها فانها أكثر أهمية بسبب احتوائها على الوسائل الاعلام التقليدية و اتصالها بعدد أكبر من الناس وبسبب مميزاتها التي قد تقلل من درجة دقتها ومصداقيتها، وكذلك وجود معلومات قد ينسخها الفرد وينسبها اليه وهذه من أخطر السلوكيات التي يتعرض لها الناشر كل ذلك بسبب الحرية المطلقة التي يتمتع بها النترنت لذلك كان لابد من ايجاد هذه الاخلاقيات يأخذ كل من الناشر أو العامل في المجال الاعلامي في ارسال الرسالة الاعلامية، والمستقبل ايال المعلومة اليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق